تخطى إلى المحتوى

إلى الغرباء: فما هي إلا ساعة !

إلى ط§ظ„ط؛ط±ط¨ط§ط،: فما هي إلا ط³ط§ط¹ط©..!

حكَت لي بألم..، حكَت لي على استحياء..، حكَت لي وأنا أسترجع فصول الحكاية..، حكايتها كحكايا كثيرة أسمعها وأراها..، حكايا عجيبة..، غريبة..، وحكايتها هذه أعجب وأغرب..!

حدّثتني عن بداية استقامتها..، حدّثتني عن هجرها لكثير من المعاصي والمنكرات..، حدّثتني عن تخلّصها من كثيرٍ من الأشرطة والأسطوانات..، حدّثتني عن أولى خطواتها بعباءتها ط§ظ„ط´ط±ط¹ظٹط© الجديدة..، حدّثتني عن آخر المحاضرات ط§ظ„طھظٹ استمعت إليها..، حدّثتني عن انضمامها لمصلى كلّيتها وفرح الأخوات بها و تكليفها ببعض المهام ط§ظ„طھظٹ تجيدها ..!، حدّثتني عن إتمامها حفظ جزءٍ من القرآن..!، حدّثتني بسعادتها بمحافظتها على ط§ظ„طµظ„ط§ط© على وقتها بعد أن كانت الفروض تُصلّى في أحسن الأحوال جملةً..!

الشروق

وفي المقابل.. حدّثتني عن ط§ظ„ط³ظپط± للخارج ط§ظ„ط°ظٹ تضطرّها إليه أسرتها كل إجازة..، حدّثتني عن مناسباتهنّ ط§ظ„ط¹ط§ط¦ظ„ظٹط© المختَلَطة و ذات المعازف الصدّاحة..، حدّثتني عن بيتٍ لا يعرف معروفاً ولا يُنكِر منكراً..، حدّثتني عن بيتٍ لا يعرف فيه أحدٌ عن أحدٍ شيئاً..، حتى الطعام لم يعد يجمعهم..، شَكَت لي أنها لا تتمكن من سماع المؤذن والصلاة من الجامع القريب من بيتهم إلا بصعوبة لكثرة الأصوات المزعجة المنبعثة من غرف أخوتها حتى من تلفاز الصّالة الرئيسية لبيتها..، حدّثتني عن مشاعر تندّر وكلمات استهزاء وتسخّط من حياتها ط§ظ„ط¬ط¯ظٹط¯ط© واستقامتها الجميلة..!

الشروق

حدّثتني والدمعة تسابق كلماتها..، تتعثّر الكلمة في حلقها حيناً فتسهّل لها العبور عبْرَةٌ حارةٌ من قلبٍ محترِق..، حدّثتني ويداها تنقبضُ حيناً ألماً..، وحيناً تضعها على جبهتها تداري عبرَة حزنٍ..، و يتهادى صوتها بين همسٍ وانفعال..!

أخيّتي في درب الغربة.. ، كثيرات عشْنَ تلك الأجواء المتناقضة..، ولم تكن سبيلاً أبداً لضعفٍ وانتكاس..،
أخيّتي ط§ظ„ط­ط¨ظٹط¨ط© .. لكِ أن طھط¹ظ„ظ…ظٹ أن داعيات كثيرات وممن هنّ أعلام في دروب الدعوة الآن و في مناصب تربوية رفيعة عانين ما عانيتِ وأكثر..، كثيراتٌ منهنّ لم يعرفن درب الاستقامة الحقّة إلا في العشرين من أعمارهنّ..، بحثْنَ عنها ..، دلّتهن فطرهنّ النقيّة إليها..، ولم تكن بيئاتهنّ لهنّ المسانِدَة والرّفيقة..، ورغم ذلك أعطينَ ما أعطين..، واكتسبنَ ما اكتسبن..، وفتح ط§ظ„ظ„ظ‡ لهنّ وعلى أيديهنّ من الفتوح ما هو به سبحانه وتعالى أعلم..!

الشروق

رفيقتي في دنيا الغرباء..، مشاعر الحُزن على أهلكِ وعدم استطاعتكِ هدايتهم ومشاركتكِ لذة ط§ظ„ط­ظٹط§ط© السعيدة وحلاوة الاستقامة الرشيدة لا أستطيع أن أمنعكِ منها ، ولا أستطيع حجبَ ظ†ظپط³ظƒ عن التفكير بها ، لكن أدعوكِ لأن تكوني أكثر إيجابية، أن توظّفي هذه الآلام والأحزان فيما فيه صلاح حالك و بيتكِ من بعدك..!

أخيّتي المباركة، الإبتلاء قبل التمكين سنّة كونية، وكيف تمتحنين صبرك أيتها المؤمنة الفتية ط¨ط¯ظˆظ† هذه المِحَن والفِتَن؟!!، كيف ينجح في الاختبار من لم يدخله أصلاً؟!!

أخيتي المباركة، بيدكِ كتاب الله..، تأمليه تاليةً حافظة، تأملي قصص الأنبياء، منهم من ابتُلي بتكذيب قومه فصبر..، منهم من ابتُلِي بمرضه فصبر..، منهم من ابتُلي بفقد ابنه فصبر..، منهم من أوذي من أقرب أهله فصبر..، منهم من اتُهِم كذباً وزوراً فصبر..، منهم من لم يؤمن به ابنه وزوجته فصبر..، ابتُلوا فصبروا..، لم يغلق أحدهم بابه وينكفئ على نفسه..، بل جاهَد في ط§ظ„ظ„ظ‡ حق الجهاد..، كانوا دعاةً في كل حال وعلى أي حال..، كانوا مثالاً للصبر على البلاء..، والدعوة والشفقة على الأهل في أحلكِ الظروف..، ينادي نوح ط¹ظ„ظٹظ‡ ط§ظ„ط³ظ„ط§ظ… ابنه وكان في معزل بنداءٍ يقطر شفقة و حنان وعاطفة وسفينتهم تجري بهم في موجٍ كالجبال : (( يا بني اركب معنا ))..، ويهتف اسماعيل ط¹ظ„ظٹظ‡ ط§ظ„ط³ظ„ط§ظ… بصوتٍ فيه انكسار و خضوع للحي القيوم وإذعان لأمره : (( يا أبتِ افعل ما تُؤمَر))..!

ورغم أن البأساء قد نالت منهم، ونزلت بساحاتهم الضراء حتى نالت منهم زلازل البلايا ما نالت، إلا أنهم ينتظرون النصر، ويتساءلون تساؤل الواثق بنصر ط§ظ„ظ„ظ‡ بعد أن أدّى ما ط¹ظ„ظٹظ‡ من صبرٍ وجهد: (( متى نصرُ الله؟ )) ، فيأتيهم الجواب ممعناً بالتفاؤل وتأتيهم البشرى : (( ألا إن نصر ط§ظ„ظ„ظ‡ قريب))..!

تساءلوا عن النصر..، عن الفرج..، بعد أن بذلوا أقصى الجهد..، بعد أن أبلوا البلاء الحَسن..، بعد أن زُلزِلوا..!، وأين نحن من جهدهم؟!!، أين نحن من بلائهم؟!!، أين نحن من صبرهم؟!!، أين نحن من تفاؤلهم ويقينهم وثقتهم بالله؟!!، أين نحنُ من يعقوب ط¹ظ„ظٹظ‡ ط§ظ„ط³ظ„ط§ظ… وهو في قلب المأساة إذ يقول : (( يا بنيّ اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح ط§ظ„ظ„ظ‡ إنه لا ييأس من روح ط§ظ„ظ„ظ‡ إلا القوم الكافرون))؟!!، أين نحن من حبيبنا بأبي هو وأمي صلوات ط§ظ„ظ„ظ‡ وسلامه ط¹ظ„ظٹظ‡ إذ يقول لصاحبه و قد اشتدّت الأزمة : (( لا تحزن، إنّ ط§ظ„ظ„ظ‡ معنا))؟!!!!

لا إله إلا الله..، في قلب الأزمة وفي شدّة المحنة..، ثقةٌ بالله ونصره، و (( كفى بربك هادياً ونصيراً))، أين نحنُ ممّن حُرّقوا في الشمس والنار و أُتي بمخالبٍ من حديد فكشطت بها جلودهم حتى ظهرت عظامهم فما ردّهم ذلك عن دينهم، ولا انتكسوا وما وهنوا لما أصابهم في سبيل ط§ظ„ظ„ظ‡ وما ضَعفوا وما استكانوا..؟!!!، ((أحسب ط§ظ„ظ†ط§ط³ أن يُترَكوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يُفتَنون))؟!!!!

الشروق

نتأذّى من كلماتٍ واستهزاءٍ يذهبُ أثره، و نضخّم الواقع ونراهُ حاجباً وحاجزاً عن المضيّ في درب الاستقامة وعاملاً للانتكاس ونحن بحمد ط§ظ„ظ„ظ‡ نتمكّن من إظهار شعائر الدين والانضمام لركب الصالحين وفي غُرُفنا عبر وسائل التقنية ط§ظ„طھظٹ مكّنتنا من طلب العلم في بيوتنـا، ودور تحفيظ ط§ظ„ظ‚ط±ط¢ظ† المنتشرة بحمد الله، والمساجد ط§ظ„طھظٹ تهتف بالنداء خمس مرات في ط§ظ„ظٹظˆظ… والليلة، وقنوات ط§ظ„ط®ظٹط± و مشاريع البرّ ط§ظ„طھظٹ تنتشر هنا وهناك..؟!!!

مشاعر الغربة والألم لابدّ منها في بداية الطريق، وقد تستمر معكِ، ولكن ليكن ط§ظ„ظ„ظ‡ سبحانه وتعالى أنيسكِ في خلواتكِ، استغني به تعالى عن كل مؤانسٍ ورفيق، لا تستوحشي الطريق وقد قلّ في بيتكِ سالكوه، واستهزأ من حولكِ بروّاده و أعلامِه و ناشطُوه..!

قفي بشموخ.. ارفعي الهامَة.. واطردي عنكِ كل شيطانٍ وهامّة..، تناسي فشلكِ في أسرتكِ..، لا تنظري إليهم بعين البغض وإنّما الإشفاق..، اسألي ط§ظ„ظ„ظ‡ لهم الهداية وأشركيهم قدر الإمكان مشاريعكِ الخيّرة..، كوني مبتسمة..، بنصرِ ط§ظ„ظ„ظ‡ واثقة..، ومتفائلة..، ابعثي الإحساس بالأمان والشعور بالارتياح لمن حولكِ..، اجعليهم يشعرون بأهميتهم لديكِ..، كوني المواسية لهم عند البأس، والمصبّرة لهم عند المصيبة، والمهنّة لهم عند الفرح، والمعينة لهم عند الحاجة، استغلي كل نقاط الضعف والألم لنقاط قوّة وأمل..!

وظّفي طاقاتكِ في خدمة هذا الدين، ابذري بذور ط§ظ„ط®ظٹط± هنا وهناك، ارقبيها وهي تنمو وتعطي ثمارها بإذن الله، لا تحبطي ولا يصيبكِ اليأس إذا ما فشلتِ فبعض البذور كامنة وتؤتي أكلها ولو بعد مئات السنين..!

امسحي دموعكِ..، كفكفي عبراتكِ..، اصبري على البلاء..، وتحمّلي في ذات ط§ظ„ظ„ظ‡ ما يصيبكِ..، واستمري بالبذل والعطاء..، ترفّعي عن كل منكرٍ وقبيح..، وسابقي بهمّتكِ الريح..!، لتكن شخصيتكِ قويّة..، لا تذوبي في المجتمعات ط§ظ„طھظٹ تخالطينها، بل ابهريها بحسن خلقِك وعطائك وسمتِك..!

زادكِ التقوى وأكرِم بها من زاد، ((ومن يتقِ ط§ظ„ظ„ظ‡ يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب)).
زادكِ اليقين والثقة بنصر الله، منه تستمدين قوتكِ، وإن ضَعُف المعاون والنّصير، وليكن حالك حال من قيل فيه:
ولا يُرى من فزع رهنَ أسى
يقينُه كالطودِ في القلبِ رسى
يُبصِرُ في غور الخطوبِ قبسا
من نُصرَة ط§ظ„ظ„ظ‡ إذا ما استيأسا

زادكِ التوكّل على ط§ظ„ظ„ظ‡ و تفويض الأمر إليه، ((ومن يتوكل على ط§ظ„ظ„ظ‡ فهو حسبه )).
زادكِ محبّة ط§ظ„ظ„ظ‡ ومحبّة ما يحبّه ومحبة رسوله صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… وتأمّل سيرته .
زادكِ ط§ظ„ط¯ط¹ط§ط، والأّنس بالله في الخلوات.
زادكِ كتاب ط§ظ„ظ„ظ‡ وأنعِم به من زاد.

فما هي إلا ساعةٌ ثم تنقضي
ويذهَبُ هذا كلّه ويزولُ!
وأخيراً.. ((إن ط§ظ„ظ„ظ‡ بالغ أمره قد جعل ط§ظ„ظ„ظ‡ لكل شيء قدراً)).

منقول من صيد الفوائد


Ygn hgyvfhx: tlh id Ygh shum>>! hggi hg`d hgjd hgpfdfm hgpdhm hg[]d]m hgodv hg]uhx hgd,l hgsghl hgwghm hgavudm hgstv hguhzgdm hgyvfhx hgkhs hgrvNk f],k jugld shum ugn ugdi u[dfm yvdfm ,sgl kts;

موضوعك جوهري
جزاك الله خيرا و جعلنا الله تعالى ممن يستأنسن به في كل الأحوال.

بارك الله فيك
فعلا كونتي ولازلت في قلبنا
رحمك الله اختي الحبيبة

جزاك الله خيرا وجعل هذا الموضوع المفيد والفصة المعبرة في ميزان حسناتك حبيبتي باذن الله ورحم فقيدتنا الحبيبة والمرحومة ريفاني

بارك الله فيكن اخواتي
الغاليات على المرور الطيب
اكرمكن الله
وجزاكن الله الفردوس الاعلى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.