تخطى إلى المحتوى

إعلام الصغار مسؤولية الكبار

الشروق

الشروق"الكارتون ماما… لقد حان موعد الكارتون…".
"ليس بعد ماما… أرجوك لن أتناول اللمجة الآن… ستفوتني حلقة اليوم".
"دعيني ماما… حتى تنتهي السلسلة، سأنجز الواجب المدرسي فيما بعد…".
هذه مطالب الصغار… فماذا عن شكاوى الكبار؟
"ابني يعاني سوء التغذية لأنه يستغني أحيانا عن وجباته الغذائية مقابل قطعة حلوى حتى لا تفوته سلسلة الكارتون".
"…لقد صار عنيفا من فرط مشاهدة أفلام التنافس القتالي وإعجابه بالأبطال والمتصارعين…".
"…أصبح التلفاز يسلب مني ابني لأوقات طويلة…".
هذا ديدن العديد من ط§ظ„طµط؛ط§ط± داخل الأسر، لقد أصبحت وثيرة حياتهم منغومة بذبذبات البث الإذاعي، وبريق الإعلانات الإشهارية وسحر العوالم المليئة بشخوص خيالية تدغدغ خيالهم وتستوطن أحلامهم البريئة.
بات التلفاز –القناة الإعلامية الأكثر استهلاكا- شريكا في التربية : يرتب أولويات الأطفال ويوجه ميولاتهم وأذواقهم… شريك يثير حفيظة الأمهات والآباء إزاء الآثار السلبية لبعض المنتجات الإعلامية الموجهة للأطفال.
صحيح أن الإعلام المتلفز له من الإيجابيات ما يساعد الطفل على تنمية مداركه ومفاهيمه ، ويولد لديه قوة الاستقلال في الرأي والجرأة في الحوار والقدرة على النقد، لكنه في المقابل ينازع أبويه في تربيته، فكيف السبيل إلى ترجيح كفة الأسرة في بناء شخصية الطفل وتهذيب ذوقه الإعلامي في أفق بناء صناعة إعلامية تنسجم وخصوصيات هذه الفئة العمرية ؟
تربية الذوق لدى الصغارالتوجيه الرحيم للأذواق الإعلامية للأبناء يعد بلا شك تربية واقية، تأخذ ط§ظ„طµط؛ط§ط± نحو التنشئة السليمة المتوازنة.
أليس هذا الصغير ثمرة لاعبوهم سبعا، وصاحبوهم سبعا ثم خذوا بعضده إلى الرجولة أخذا رفيقا!
فأصل التربية مصاحبة تتعهد النشء بالتوجيه والتهييئ لما يستقبله من أمور ومن بينها الذوق والقدرة على الاختيار والتمييز بين الجيد والرديء.
وكلما كان الآباء مؤهلين في نهج بعض التدابير الإجرائية في هذا الصدد، كلما كانت الثمار جد مطمئنة، ويتوقف ذلك على مدى انخراطهما معا وتعاونهما :
– فاختيار البرنامج التلفزيوني المناسب لعمر الطفل يجنبه مشاهدة تلك التي تكبر سنه وبالتالي تشوش عليه.
– احرصا على مشاركة الطفل في مشاهدة البرامج المفضلة لديه، لكن مع استثمار هذه الفرصة في التوجيه والتقويم لبعض المحاذير.
– مراعاة أوقات مشاهدة التلفاز حتى لا تكون على حساب الواجب المدرسي أو الوجبات الغذائية.
– التحفيز على إعادة صياغة مضمون البرامج الهادفة في شكل قصة صغيرة، فالأطفال تستهويهم الحكايات المثيرة.
– قبل النوم لا تنسيا أن تحكيا له حكاية متميزة عما يشاهده في التلفاز.
– للتقليل من ساعات مشاهدة التلفاز، استعينا ببعض الألغاز وحفزاه على فكها مقابل مكافأة معينة.
– لا تجعلا مشاهدة التلفاز القرص المسكن لعنف الأبناء لكي تتخلصا من إزعاجهم لكما. فقد يكون سلوكهم العنيف ردة فعل على تجاهلكما لهم أو إغفالكما تفقد أحوالهم أو ملاعبتهم طيلة النهار بدعوى انشغالكما.
– الوقت الثالث فسحة سانحة لتنمية مدارك الأطفال وصقل مواهبهم بعيدا عن الجهاز الصاخب : إما بالرياضة أو الرسم أو جمع الطوابع البريدية أو التنزه…
ففي غياب ط¥ط¹ظ„ط§ظ… يجعل لب منتوجه تنشئة الطفل على النحو الصحيح، تظل الأسرة المدرسة الأولى لتربية الذوق لدى الصغار، تربية تؤهلهم عقليا وروحيا ووجدانيا


Yughl hgwyhv lsc,gdm hg;fhv lsz,gdm

جزاك الله خيرا دائما تتحفينا بمواضيع هادفة

بارك الله فيك اختي الكريمة مشكورة على تواجدك وتشجيعك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.