تخطى إلى المحتوى

إشاعة ثقافة الشورى في الأسرة

م. عبد اللطيف البريجاوي
إن من أهم الصفات التي يتصف بها المجتمع المسلم أن أموره الصغيرة والكبيرة و التي تصب وتتعلق بمصالحه و تؤثر في اتجاهاته تعتمد على قرار جماعي وتعتمد على ما سماه القرآن الكريم ط§ظ„ط´ظˆط±ظ‰ ، قال تعالى " و شاورهم في الأمر " و قال : " و أمرهم شورى بينهم " ، و كانت هذه هي صفة المجتمع المسلم في العصور الأولى فكان النبي لا يفعل أمراً يهم المجتمع إلا و يشاور فيه صحابته الكرام فقد شاورهم في الخروج إلى بدر أو عدم الخروج ( مقاتلة الأعداء ) و شاورهم في غزوة أحد .
و كذلك شاورهم في قصة و حادثة الإفك فوقف خطيباً على المنبر ثم قال " من يعذرني في رجل ذكر أهلي بسوء " و قد جاء في الترمذي:" ما رأيت أحداً أشد مشورة لأصحابه من محمد " و قد كان الصحابة رضوان الله عليهم يؤكدون هذا الأمر بتصرفاتهم .
لقد أنقذت امرأة واحدة الإسلام في لحظة كان الصحابة متجهون فيها نحو الكعبة المشرفة فمنعتهم قريش ووقع النبي صلح الحديبية ، أمرهم أن يتحللوا فلم يتحرك واحد منهم لتنفيذ هذا الأمر ، فدخل النبي على أم سلمة فقال لها هلك الناس ، فأشارت عليه أن أخرج و لا تكلم أحداً ثم أدع حلاقك ففعل عليه الصلاة والسلام ذلك فتهافت الصحابة لتنفيذ أوامره و الاقتداء به عليه السلام .
إن هذا المثال الحي يعطينا كيف كان النبي عليه السلام يستشير نساءه في كثير من الأمور حتى لو كانت أموراً متعلقة بأمة و ليست أسرة فقط .
إن اختبار ط«ظ‚ط§ظپط© ط§ظ„ط´ظˆط±ظ‰ في ط§ظ„ط£ط³ط±ط© ليجعل ط§ظ„ط£ط³ط±ط© أقرب للحق و أبعد عن الخطأ كما قال الحسن بن علي : ما تشاور قوم قط إلا هدوا إلى أرشد أمورهم .
و كما قلنا سابقا ليس المهم أن يكون الحق على لساني المهم أن أتبعه و لو أتى على أي لسان من أهلي أو غيرهم .
إن كثيراً من الآباء ليتصرفون تصرفاً غير إسلامي في هذا الموضوع مع أسرتهم فتراه يأخذ قرارات كثيرة تهم ط§ظ„ط£ط³ط±ط© كلها دون أن يعلم أحد بهذا الأمر فتارة يبيع البيت أو يبيع المحل أو يزوج بنته أو ما شابه ذلك والأسرة آخر من يعلم ، و بالتالي فإن كثيراً من الأسر تفشل في علاقاتها بسبب عدم التحاور أو التناقش في هذه الأمور
إن دكتاتورية الأب لا تولد إلا إنساناً مشوهاً و فتاة مهتزة ، و تصبح اهتمامات هذا الشاب و هذه الفتاة التخلص من هذا الواقع ، لذلك نرى مثلاً أن أول شاب يتقدم للفتاة تقبل به حتى و لو كان غير مناسب لتتخلص من ديكتاتورية والدها .
إن ط§ظ„ط´ظˆط±ظ‰ الأسرية لا تنقص من مكانة الرجل بل بالعكس ترفعه في أعين أولاده و تزيد هيبته و تهديه معهم إلى سواء الصراط .
إن الفوائد التي نجنيها من هذه ط§ظ„ط´ظˆط±ظ‰ الأسرية كثيرة ومتنوعة نجمل بعضها فيما يلي :
1- الالتزام بمنهج الله في كل حياته .
2- القدرة على الحوار وتقبل الآخرين : فكثير من الأولاد و النساء إذا جلسوا مجلساً لا يستطيعون إبداء آراءهم لأنهم لم يتعودوا هذا في بيوتهم ، وكثير منهم لا يتقبلون الآخرين لأنهم لم يتعودوا هذا في بيوتهم أيضاً … و هذا خطير على نشأة الأولاد .
3- تفتق المواهب : إن عملية التفكير صعبة ولكن عندما يسأل الإنسان يبدأ بجمع الخيوط تماماً لينسج حلاً و ربما يكون حلاً متميزاً .
4- الابتعاد عن الخطأ .
5- إذا وقع الخطأ بعد المشورة يتحمل الجميع الخطأ ولا يتهم أحد بالتقصير .

Yahum erhtm hga,vn td hgHsvm hgs,vd

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.