تخطى إلى المحتوى

صحتك في غذائك مع الدكتور محمد الفاید

السلام عليكم اليكم كتاب الالدكتور ظ…ط­ظ…ط¯ ط§ظ„ظپط§یط¯ نبداو بموضوع الحبوب
المواد النباتیة الحبوب

الحبوب أًصل التغذیة عند الإنسان والاقتصار على القمح خطأ علمي

الشعیر أحسن من الحبوب الأخرى بالنسبة لتغذیة المرضى
بسم الله الرحمان الرحیم
تشمل الحبوب كل من الشعیر والقمح والذرة، وتكتسي نفس الأھمیة من الناحیة الغذائیة، كما تدخل في إطار
التنوع والتكامل الغذائي. والحبوب ھي الأًصل في التغذیة بالنسبة للإنسان ولیست اللحوم، كما قد یزعم
الطب الحدیث. ولم تظھر الأمراض المزمنة المستعصیة على العلاج الطبي إلا مؤخرا، لما اختل میزان
التغذیة، وكان ھذا الاختلال أن بطل الناس الحبوب، وأصبحوا یتغذوا على اللحوم. والرجوع إلى الحبوب
ربما یعود بالأمور إلى أصلھا، والأكید أن لا علاج مع التمادي في عدم احترام میزان التغذیة. وربما یكون
العلاج أحسن بالنسبة للذین أصیبوا بھذه الأمراض، لو یرجعوا للنظام الغذائي السلیم، الذي یرتكز على
الحبوب وزیت الزیتون والفواكھ وكذلك بعض الخضر.
وتناول الشعیر ضروري للجسم لكن الناس یھملونھ، وكذلك تناول الذرة، لكن الذرة البلدیة المحلیة ولیست
الذرة المستوردة، والذرة تستھلك كما تستھلك الحبوب، أي إما على شكل خبز أو حساء أو كسكس. ولا یقبل
استھلاك الذرة المشویة على شكل بوب كورن. أما بالنسبة للمصابین بأمراض مزمنة، فالشعیر ھو المادة
الوحیدة التي توافق كل الأمراض، ما عدا المصابین بإسھال سیلیاك. أما أصحاب السكري والسرطان
فالشعیر یصبح من الضروریات التي تساعد على عدم تقدم المرض.
والشعیر یستھلك على عدة أشكال، إما خبز مخمر، أو كسكس، أو حساء مع الحلیب والسمن، أو الزبدة البلدیة
الطبیعیة، أو لمن لا یجد ھذه المواد زیت الزیتون. ونلاحظ أن النظام الغذائي، الذي كان یتبعھ أجدادنا یوافق
النظام السلیم في التغذیة. ونلاحظ كذلك أن ظھور الأنیمیا أو نقص في الفایتمینات و الأملاح المعدنیة، لم یكن
معروفا بتاتا من قبل. ویرجع ذلك لتنوع الأغذیة وتكاملھا. والشعیر قد یستھلك مع لبن الخض – اللبن
المخمر- وھي أسمى وجبة غذائیة في علم الحمیة، ویطلق علیھا اسم السیكوك في المغرب، ولا ندري من
أین أتى ھذا المصطلح رغم بحثنا في الموضوع. والسیكوك ھو كسكس الشعیر المطھي بالبخار بنفس
الطریقة التي یحضر بھا الكسكس العادي، لكن عوض المرق، یصب علیھ لبن الخض المخمر ویؤكل. وھي
الوجبة التي كانت أكثر استھلاكا في السنة، لأنھا موسمیة وتكون في فصل الربیع وبدایة فصل الصیف حیث
یكثر اللبن، وتمتد الفترة من شھر مارس تقریبا إلى شھر یولیوز، وفي ھذه الفترة تكون الحرارة مرتفعة،
ویكون العمل شاقا، لأنھ فصل الاعتناء بالحقول وجمع الغلة، ویحتاج الناس إلى منعشات ومغذیات في نفس
الوقت، وھو ما كانوا یجدونھ في وجبة السیكوك.
ونفس الأشكال كانت تستھلك علیھا الذرة البلدیة، التي كانت تسد حاجة جل سكان البادیة، واستھلاك الذرة
كان یبدأ من شھر شتنبر إلى شھر ابریل، بعده یبدأ استھلاك الشعیر، والذرة كانت طعام المؤنة في البادیة،
وكذلك الشعیر، والمؤنة ھي إطعام الشغالین في الحقول أثناء موسم الحصاد على الخصوص، لما كانت
تستعمل الید العاملة بدل الآلات الفلاحیة، ولم یكن معروفا طعام غیر وجبة السیكوك، وغالبا ما یكون بالذرة،
وفي غیاب الذرة یستعمل الشعیر. واستھلاك الذرة بالنسبة للأطفال كان جاریا وعادیا. ولذلك لم تكن
الأمراض المترتبة عن التغذیة كالأنیمیا والسیلیاك والحساسیة ونقص النمو ونقص التركیز معروفة. والذرة
تحتوي على عوامل النمو بالنسبة للأطفال، وھناك مكونات غذائیة للطفل لا یمكن الاستغناء عنھا.
ولم تعد جودة القمح كما یعلمھا الناس، أو كما قد ینصح بھا بعض المھتمین بالتغذیة الطبیعیة. فالبلدان العربیة
على الخصوص تستورد القمح بنوعیھ الطري والصلب، ویعتبر القمح الصلب أعلى درجة من القمح الطري،
وترتفع نسبة البروتینات بالقمح الصلب بالمقارنة مع القمح الطري، بینما یرتفع النشا في ھذا الأخیر. والقمح
یستھلك لأن لا غنى عنھ، وجودة القمح المستورد لیست عالیة، ولذلك نتحفظ عن استخراج نبتة القمح من ھذا
النوع من القمح. ویجب ألا یكون ھناك تسرع لأن ھذا التسرع ھو الذي أدى إلى بعض الكوارث، ومنھا
الضجة التي أحدثھا الاسبانخ كمصدر للحدید، حتى بلغ الأمر إلى بعض الكرتونات للأطفال في السینما، لحت
الأطفال على تناول الإسبانخ، ولو نصحوا الناس بتناول البطاطا الحلوة لكان أحسن. ولو كان القمح طبیعیا
كما كان من قبل، لنصحنا بنبتة القمح، واستعمالھا لأغراض علاجیة. والقمح المحلي أصابھ كذلك تغییر لأن
البذور مستوردة، ولا نأمن ھذه الحبوب بالنسبة لنبتة القمح، لأن ھذه النبتة یجب أن تكون من حبوب خالیة
من المبیدات، ولم یصبھا انتقاء جیني أو تغییر وراثي. وكل من یتكلم عن علم التغذیة یجب أن یكون باحثا
في المیدان، ولیس باحثا في المعطیات، فربما كانت بعض المواد سامة ومضرة بسبب تقنیات الإنتاج، لكنھا
تظھر مفیدة في الكتب أو المنشورات.
واستھلاك القمح المعھود ھو على شكل خبائز أو كسكس، وربما یكون على شكل مكرونات. وكانت بعض
الأشكال الأخرى التي أخذت تندثر وھي أرقى الأشكال التي یجب أن یستھلك علیھا القمح، وھذه الأشكال
كانت في كل الدول العربیة، لأن التغذیة العربیة كانت موحدة وموروثة ونابعة من أصل واحد. ونستسمح
لكل الإخوة في البلدان العربیة على إعطاء بعض المصطلحات المحلیة. ونذكر من بین الوجبات التي كانت
تحضر من القمح الصلب على الخصوص لأنھ كان موجودا بكثرة وبشتى أنواعھ، إذ كان ھناك خمسة
وستون نوعا من القمح إبان فترة الاستعمار، ویوجد منھا عینات بالمتحف الفرنسي بباریس. وقد أصبح
تحضیر ھذه الوجبات ناذرا إلا في الأریاف المغربیة والمناطق الجبلیة على الخصوص. وھذه الوجبات ھي
الحساء، والكسكس والخبز. وقد كان القمح یستھلك على أشكال عدیدة من ذي قبل. وأھم الأشكال التي كان
یستھلك علیھا القمح، والتي كانت سائدة في المجتمعات القدیمة، نجد القمح المنقوع في الماء ونبتة القمح،
وھذا الشكل من أسمى ما یمكن أن یستھلك علیھ القمح، لأن نقع الحبوب في الماء لمدة تفوق الیومین، یجعل
القمح ینتفخ ویمتص الماء من حیث تبدأ الأنزیمات في نشاطھا، نظرا لوجود النشاط المائي الملائم، وحیث
تبدأ الأنزیمات في النشاط، تأخذ المكونات في التحول، من حیث تعمل المالطیز على حل النشا، واللیبیز على
حل الدھنبات الموجودة في النبتة، وكذلك الأكسیدیز والكطلیز، وترتفع الفایتمینات، وتحرر الأملاح المعدنیة
تحت تأثیر الفیتاز. وكل ھذه التحولات تجعل القمح یتحول من غذاء إلى غذاء ودواء. وقد تطھى الحبوب
بعدما تنتفخ، أو قد تبقى لمدة أطول لتنبت وتخرج الأوراق الأولى والجذور، وھذه المرحلة تجعل القمح
یتحول من حبوب عادیة إلى منتج من جودة عالیة من حیث المغذیات، وھذا الشكل یجعل من الحبوب أھم
مادة غذائیة. ولكن لا نجد ھذه الأشكال حالیا لأن الخبرة تلاشت، ومع التحول الاجتماعي والموضة التي
قضت على كل شيء، فإن القمح المنقوع ونبتة القمح باتوا في خبر كان.


wpj; td y`hz; lu hg];j,v lpl] hgthی] gdgn hgth&#1740]

وبعض الأشكال التي كانت سائدة في كل البلدان العربیة، وھي حساء القمح في الحلیب، وكذلك مزج سمید القمح المطھي بالبخار بلبن الخض. وھذه الوجبة لا تضاھیھا أیة وجبة غذائیة، وھي كذلك في غایة ما یمكن أن یوصف أو ینصح بھ كوجبة للأطفال من الناحیة العلمیة. فالوجبة بسیطة لكنھا تتطلب خبرة جیدة، لأن الصعوبة تكمن في تھیيء كسكس القمح، ویجب أن یكون طریا، من حیث لا یمكن أن یستعمل الكسكس المجفف.

الرز

لا یصنف الرز مع الحبوب السابقة، لأنھ لیس زرعا، ولیس لھ سنابل، والحبوب التي جاءت في النظام الحبوب الغذائیة الثمینة كذلك، فقد وضعناه في فقرة مستقلة عن الحبوب الأخرى. ونظرا لأھمیتھ الغذائیة بالنسبة لأكثر من نصف سكان الأرض، وھي القارة الأسیویة كلھا وبعضا من الدول الأخرى، ونظرا كذلك لعدم وجود أمراض خطیرة وبكثرة في ھذه البلدان، فإن الرز یدخل في النظام الغذائي السلیم، والرز من الحبوب النشویة، لكنھ یمتاز بكونھ لا یحتوي على الكلوتن، وھو البروتین المسبب للحساسیة بالنسبة لكثیرمن الناس، وكذلك المسبب لإسھال سیلیاك. ویصبح الرز بالنسبة للمصابین بإسھال سیلیاك النوع الوحید منالحبوب الذي یمكن أن یستھلكوه. والكلوتن ھو الذي یعطي للحبوب خاصیة العجین، لأنھ قابل للتمدد ویسمعبانتفاخ وتماسك العجین، ولذلك لا یصلح الرز للعجین، لأنھ یخلو من ھذا البروتین. ویوجد حالیا كسكسومقرونات من الرز كبدیل لأصحاب ھذا المرض.والرز من الحبوب الغذائیة التي تمتاز بطبیعتھا النباتیة، واحتوائھا على أملاح وفایتمنات مفیدة في التغذیة.ویحتوي الرز على نشا من النوع الجید. ولا یحتوي على مكون الكلوتن الذي یسبب إسھال سیلیاك. وبما أنالرز لا یعجن، فاستھلاكھ لا یمكن أن یعمم، والرز یطھى في الماء أو المرق كما تطھى العجائن والمكروناتأو قد یطھى بالبخار، وھي الطریقة الأكثر استعمالا. ولذلك لا یستھلك بنفس الكمیة كالحبوب الأخرى. ولانعلم استھلاك الرز إلا مطبوخا أو مبخرا، والرز الكامل أحسن من الرز المقشر، لأن كثیر من المكونات التيتفید الجسم توجد في القشرة. ومنھا حمض الأسكوربك وفایتمینات أخرى.والقاعدة الغذائیة فیما یخص النظام الغذائي الإسلامي، ترتكز على الحبوب، ولا تستثني أو تستغني عن نوعما، بل تكون ھذه الحبوب بنفس الأھمیة. أما الاقتصار على القمح في التغذیة والاستغناء عن الشعیر والذرة،فیعتبر خطأ علمي كارثي. ولذلك یجب الرجوع إلى الحبوب الثلاث وتنظیم التغذیة لتكون متجانسة، ویرجىاستھلاك الشعیر والذرة المحلیة الطبیعیة أو البلدیة أكثر من القمح المستورد، ونخشى أن تكون الذرة البلدیةتھجنت بالذرة المستوردة، ولا نرید السقوط في المصیبة في انتظار العلوم لتقول أخیرا أن ھذه الذرة كارثة،ولم تشھد البشریة مثل كارثة التغییر الوراثي منذ عاد وثمود. والقول بأن الأبحاث لا زالت لم تبین خطر ھذهالمواد، وأنھا لا تختلف عن الذرة الطبیعیة قول جاھل وأصحابھ لا یعلمون شیئا عن الموضوع. فالعلم لایستحي من السیاسة، والوقت الذي سیندم فیھ أصحاب ھذا القول بدأ یقترب جدا. وھذا الأساس یرتكز منالناحیة العلمیة على أن كل النشویات الآن أصبح منصوح بھا، والحبوب كاملة أحسن من الدقیق الأبیضالمغربل، والشعیر أحسن من القمح بالنسبة لأصحاب السكر والسرطان والحساسیة وأمراض الجھازالھضمي. ولم یكن الرسول صلى الله علیھ وسلم یعرف القمح ولم یكن یعرف المنخال أو الغربال، وكانطعام الصحابة رضي الله عنھم الشعیر وفیھ حدیث التلبنة. والمرجع الصحیح ھو القرآن الكریم لأن جلالآیات التي تتكلم عن التغذیة فیھا الحب أو الزرع. وقد جاء ذكر الحب في ست آیات نحو قولھ تباركوتعالى:

مثل الذین ینفقون أموالھم في سبیل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلھ مئة حبة والله یضاعف لمنیشاء والله واسع علیم (البقرة ) 261 . والحب الذي یعطي السنابل ھو القمح والحنطة والشعیر، ویتبین منخلال الآیة الكریمة أن الحبوب تمتاز بالمردودیة، وھو ما یعني أن الحبوب ھي التي یمكن أن تسد حاجةسكان الأرض، ویضیف الحق سبحانھ أنھ یمكن أن یضاعف ھذه المردودیة، ولو أنھا حسب ما جاء في الآیةالكریمة خیالیة في الوقت الحالي، إذ یصعب تصور القنطار یعطي سبع مائة قنطارا.وقولھ سبحانھ وتعالى:

إن الله فالق الحب والنوى یخرج الحي من المیت ومخرج المیت من الحي ذلكم الله فأنىتؤفكون (الأنعام ) 95 ، ویظھر التصنیف في علم النبات وھو الانقسام إلى الحب، الذي یعني النبات دونالساق، والنوى الذي یعني الأشجار، والحب جاء معمما لكل النباتات التي تعطي الحب، بما فیھا الزرع وكلالأعشاب دون الأشجار.وقولھ سبحانھ وتعالى: والحب ذو العصف والریحان ( الرحمان) 12 ، وجاء الحب موصوفا بالعصف، وھو مایحمل السنابل أو القش والتبن الذي تتغذي علیھ الماشیة.وقولھ سبحانھ وتعالى: وآیة لھم الأرض المیتة أحییناھا وأخرجنا منھا حبا فمنھ یأكلون (یس ) 33 ، وقداقتصرت الآیة على ذكر الحب دون أي شيء، وھو ما یؤكد أھمیتھ في التغذیة بالنسبة للإنسان. وقد لخص اللهسبحانھ وتعالى كل ما یمكن أن یعیش بھ الإنسان في الحب.وقولھ سبحانھ وتعالى: ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا بھ جنات وحب الحصید (ق ) 9، ویأتي التعبیر فيھذه الآیة الكریمة بالحب موصوفا بالحصید، وھو لیس أي حب وإنما الحب الذي یحصد، أو الحب الذي یكونمعھ التبن الذي تتغذي علیھ الماشیة، والحب الذي یعطي الحصید ھو القمح والحنطة والشعیر، وقد یكون ھناكحبوب أخرى تصنف مع ھذه الحبوب لتعمیم الوصف بالحصید.وقولھ سبحانھ وتعالى: لنخرج بھ حبا ونباتا (النبأ ) 15 وھو قول تابع لما جاء في سورة یس، أن الله یبین أھمیة. الحبوب كمكون أساسي لتغذیة الإنسان. ویتبع نفس السیاق قولھ تعالى: فأنبتنا فیھا حبا (عبس ) 27كما جاء الحب في آیات أخرى بلفظ الزرع، لأن الزرع یطلق على النبات الذي یخرج الحب، ولذلك نجد أنكل الآیات التي تخص علم النبات جاءت بالزرع، بینما جاءت الآیات التي تخص علم التغذیة بالحب، وقد جاءذكر الزرع كذلك في تسع آیات نحو قولھ سبحانھ وتعالى:وھو الذي أنشأ جنات معروشات وغیر معروشات والنخل والزرع مختلفا أكلھ والزیتون والرمان متشابھا، وغیر متشابھ كلوا من ثمره إذا أثمر واتوا حقھ یوم حصاده ولا تسرفوا انھ لا یحب المسرفین (الأنعام ) 141ویأتي الزرع مع الفواكھ الطریة والجافة، والزیتون والرمان، وقرن النخیل مع الزرع والزیتون مع الرمان،وأتى العنب بالوصف ولیس باللفظ: وجنات معروشات، ونجد أھمیة التغذیة في ھذه السیاقات القرآنیة، وكلھذه المواد الغذائیة التي جاءت في الآیة الكریمة من النوع الممتاز. الزرع والزیتون والعنب والنخیل والرمان،ولو تغذى الناس على ھذه الأشیاء فقط، لا یمكن أن یصاب الجسمم بأمراض، ولو رجعوا إلى ھذه التغذیة،یمكن لكثیر من الأمراض أن تزول، ولو كانوا مصابین بھا.وقولھ جل وعلا: واضرب لھم مثلا رجلین جعلنا لأحدھما جنتین من أعناب وحففناھما بنخل وجعلنا بینھمازرعا (الكھف ) 32 ، ولو أن الآیة تھم علم الزراعة أكثر من التغذیة، فلا بأس أن نبین وجھ الإعجاز في الآیةالكریمة، وقد جاء الزرع مع العنب والنخیل. وھذا النوع من التغذیة قد یھم المسنین أو الذین لا یعملون، أوالذین لا یبدلون جھدا كبیرا في العمل. وھو ما قد یناسب السیاق القرآني، لأن الوصف جاء بالجنة، وصاحبالجنة ربما لا یعمل، وقد یكتفي بالزرع للأكل والعنب كمنعش أو واقي من الكولیستیرول وأمراض القلبوالشرایین، وھي الأمراض التي تترتب عن قلة الحركة، والتمر لأن فیھ الفایتمینات والألیاف الخشبیة وكذلكمكون الفایتمن ب والیود لتھدأة الأعصاب ولبریق العین والنظرجیدا ، ونلاحظ أن ھذه المواد تخلو من الدسموكثرة البروتینات. وتشتمل على سكریات طبیعیة مركبة كالنشا، وبسیطة كسكر العنب، وعلى ألیاف من النوعالعالي الجودة وھي ألیاف التمر.وقولھ تعالى: ینبت لكم بھ الزرع والزیتون والنخیل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآیة لقومیتفكرون (النحل) 11 ، وكذلك في ھذه الآیة الكریمة نجد ما تقدم ذكره، وھو الحب والزیتون والنخیلوالأعناب، وأضاف الحق سبحانھ وتعالى الفواكھ الأخرى مجملة بقولھ: ومن كل الثمرات ، ونلاحظ تردد ھذهالأغذیة في كل الآیات التي تخص علم التغذیة.وقولھ سبحانھ وتعالى: أولم یروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج بھ زرعا تأكل منھ أنعامھموأنفسھم أفلا یبصرون (السجدة ) 27 ، ویتبع ھذا السیاق القرآني ما جاء في سورة یس وسورة النبأ بشأنتلخیص التغذیة السلیمة في الحبوب، وقد جاء التعبیر بالزرع معرفا بما تأكل الأنعام وھو التبن، والمعروف أنالحبوب تأكل منھا الأنعام، ویأكل منھا الإنسان. والزرع یعطي تبنا وحبا، وھي المزروعات التي تنفع كلھا فيالتغذیة، فالحب لتغذیة الإنسان، والتبن تتغذى علیھ الأنعام التي یتغذى منھا الإنسان بدورھا إما الحلیب أواللحم.ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكھ ینابیع في الأرض ثم یخرج بھ زرعا مختلفا ألوانھ ثم یھیج فتراهمصفرا ثم یجعلھ حطاما إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب (الزمر ) 21 . والتعبیر الذي جاء في ھذه الآیةالكریمة بشأن الزرع، یبین الأنواع المتعددة للزرع التي كانت من قبل، ویظھر اللون على السنابل حینتنضج، وقد تظھر سوداء أو بیضاء أو حمراء بالنسبة لبعض الأنواع من القمح، لكن ما نراه الیوم فكلھ بلونواحد تقریبا، وھو ما یبین تقلص عدد الأنواع من القمح. وربما یدل ھذا التقلص على عدم اعتناء الإنسانبالأنواع كلھا، وھي أكبر خسارة في تاریخ البشریة، لأن الخطأ الشنیع الذي وقع ولازال یقع، ھو أخذ الأنواعذات المردودیة المرتفعة، ورمي الأنواع الأخرى، والمردودیة لا تعني إلا النشا، ولا تعني المركبات الأخرى،وقد یكون نوع بمردودیة منخفضة لكن بمكونات ثمینة جدا.وقولھ سبحانھ وتعالى: وزروع ونخل طلعھا ھضیم (الشعراء ) 148 وھي الآیة التي یقرن فیھا الحب بالتمر،والمادتان مختلفتان تمام الاختلاف من حیث التركیب، وھناك تكامل بین الحب والتمر من حیث المكونات،وربما یكون ھذا النظام الذي یشتمل على الحب والتمر، یخص نوعا ما من الأمراض أو فئة ما من المجتمع،لكونھا تعیش على نفس النمط. والمعروف علمیا أن ھذا النظام یحتوي على النشا، وھو سكر مركب ومنصوحبھ للوقایة من سرطان الأمعاء، والتمر كذلك فیھ ألیاف خشبیة تلین الجھاز الھضمي، وسكریات بسیطة معمكون الفایتمن ب والفوسفور، وبعض الأملاح المعدنیة، ونلاحظ كذلك أن لا وجود للحوم في ھذا النظام،وجاء في الآیة التي قبلھا قولھ سبحانھ وتعالى: في جنات وعیون وطبعا جنات تعني الفواكھ وجاء الزرعبصیغة الجمع زروع، لتشمل الآیة كل الزروع، وقد یكون التعبیر یعم كل الحبوب، بما في ذلك القطاني أو كلالنبات ما دون الأشجار. لكن لا زلنا نلاحظ أن النظام لیس فیھ لحوم، ویقتصر على الحب والفواكھ.وقلھ سحانھ وتعالى: وزروع ومقام كریم ( الدخان ) 26 ، وقبلھا كذلك نفس الوصف الذي تقدم قولھ تعالى كمتركوا من جنات وعیون، ویأتي التعبیر بنفس ما تقدم بصیغة الجمع وزروع .وقولھ سبحانھ وتعالى: قال تزرعون سبع سنین دأبا فما حصدتم فذروه في سنبلھ إلا قلیلا مما تأكلون (یوسف47 وتبین الآیة ما أكدناه في الآیات السابقة بشأن الحبوب كأساس في التغذیة، وتأتي كذلك بطریقة الخزن (الذي كان یخزن الحب لیبقى صالحا للزراعة بعد أعوام الجفاف، والحب لا یصیبھ فساد فایزیولوجي إذا ماترك في سنبلھ، وھي الطریقة الوحیدة لحفظ الحبوب ضد الضیاع. ونلاحظ كذلك مستوى العلم أین وصلوالقوة، التي كانت علیھا الأمم، ولم یتوصل الباحثون إلى حفظ البذور لمدة طویلة، رغم ما یزعم من التقدمالعلمي، والطریقة الوحیدة التي تحفظ بھا الحبوب ھي تركھا في السنابل.وقولھ سبحانھ وتعالى: محمد رسول الله والذین معھ أشداء على الكفار رحماء بینھم تراھم ركعا سجدا یبتغونفضلا من الله ورضوانا سیماھم في وجوھھم من اثر السجود ذلك مثلھم في التوراة ومثلھم في الإنجیل كزرعأخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقھ یعجب الزراع لیغیظ بھم الكفار وعد الله الذین آمنوا وعملواالصالحات منھم مغفرة وأجرا عظیما (الفتح ) 29 وقد جاء في ھذه الآیة الكریمة الأطوار التي یمر منھاالزرع، وتخص الآیة الكریمة علم النبات أكثر ما تھم علم التغذیة.( وقولھ سبحانھ وتعالى في سورة الواقعة: أفرآتم ما تحرثون ) 66 ( أأنتم تزرعونھ أم نحن الزارعون ( 67وتبین ھذه الآیة الكریمة أن القوت لیس بید البشر، ولا یتحكم فیھ ولا یمكن أن یتحكم فیھ. ویبقى الله سبحانھوتعالى ھو منزل الماء من السماء، وھو فالق الحب والنوى وھو الرازق.كما جاء ذكر الحب بمعاني أخرى ومنھا الحرث. فقد جاء ھذا اللفظ في عدة آیات من القرآن الكریم، ونلاحظأن الحب أو الزرع یعني الحبوب النشویة ولیس القطاني، وقد اختار الله سبحانھ وتعالى الحب كرمز للتغذیة،وھذه الرمزیة في القرآن إن كانت تعني شیئا، فھي تعني أن أصل التغذیة بالنسبة للبشر ھو الحب أو الزرع،ویعني الحبوب الثلاث القمح والشعیر والذرة، وربما تضاف إلیھ بعض الأنواع التي تصنف مع الحبوبالنشویة، لكنھا غیر معممة، أو قد توجد في مناطق محدودة، وقد ساد في العصور الأولى من تاریخ البشر، أنالعملة كانت كذلك بالحبوب، ولم یكن النقد معروفا إلا في وقت متأخر من تاریخ البشریة. وإلى عھد حدیثجدا كان التجار یستعملون الحبوب للتبادل التجاري، وھو ما یبین أھمیة ھذه الحبوب بالنسبة لتغذیة الإنسان.وحسب كتب التفسیر فإن الحب جاء كذلك بتسمیة أخرى في سورة البقرة، وھي الآیة الوحیدة التي جاءتبشأن الخضر، وكل الآیات التي جاء فیھا ذكر الحب أو الزرع تتحدث عن الفواكھ، ولم یقرن الله سبحانھوتعالى الحب مع الخضر، وإنما جاء مقرونا مع الفواكھ فقط، إلا في آیة واحدة مع الخضر، وجاء ھذا الوصفللتحقیر ولیس للتذكیر، وھو قولھ عز وجل في سورة البقرة: وإذ قلتم یا موسى لن نصبر على طعام واحد فادعلنا ربك یخرج لنا مما تنبث الأرض من بقلھا وقثائھا وفومھا وعدسھا وبصلھا قال أتستبدلون الذي ھو أدنىبالذي ھو خیر اھبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم وضربت علیھم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بأنھمكانوا یكفرون بآیات الله ویقتلون النبیئین بغیر الحق ذلك بما عصوا وكانوا یعتدون (البقرة) 61 . وتشتمل ھذهالآیة على خمس مكونات غذائیة، وھي البقول والخضر الباردة أو الطازجة، ممثلة بالقثاء والحبوب ممثلةبالفوم، والقطاني ممثلة بالعدس، والخضر الحارة ممثلة بالبصل. ونلاحظ أن الآیة جاءت بالتنوع واختیارالأقصى أو الأحسن من كل مجموعة، فالبقول ھي أحسن الأوراق الخضراء وھي غنیة بالكلوروفایلوالفایتمنات والألیاف الخشبیة وبعض الأنزیمات، والقتاء ھو أحسن الھاضمات بالنسبة للسلطات، والأطباقالفاتحة للشھیة، ویحتوي على أحماض عضویة تساعد على الھضم، وھو خضرة باردة ومنعشة یمكن تناولھاعلى شكل عصیر كذلك، والقتاء یضبط ارتفاع الضغط، ویساعد على علاج السرطان، والفوم فیھ اختلاف إذقیل أنھ الثوم، وقیل أنھ الحنطة كما سنبین ذلك، إن كان الثوم فھو یوافق السیاق العلمي للآیة، لأنھ مشاكلللبصل الذي جاء بعده، وإن كانت الحنطة فالمعنى یحمل على المقارنة فقط مع المن والسلوى، أما العدسفیمثل القطاني، وأھمیتھ من الناحیة البروتینیة والمعدنیة لا یستھان بھا، والبصل كذلك یعتبر واقیا ومطھراللجسم ومنافعھ طبیة ولیست غذائیة.وربما نتكلم عن ھذه الخضر بالتدقیق في الفقرة المخصصة للخضر، والعدس كذلك في فقرة القطاني. أماالقول بأن الفوم ھو الحنطة ففیھ اختلاف، فمن الجمھور من قرأه بالثوم بالثاء المثلثة، لأن الثاء تبدل من الفاء،كما في كلمات كثیرة، والروایة لجویبر عن الضحاك وھي قراءة ابن مسعود رضي الله عنھما، وروي كذلكعن ابن عباس رضي الله عنھما، والقول بأن الفوم ھو الثوم للكسائي والنضر ابن شمیل، وقیل الفوم ھوالحنطة روي عن ابن عباس أیضا وأكثر المفسرین، واختاره النحاس، وھو القول الراجح وإن كان الكسائيوالفراء قد اختارا القول الأول، للقاعدة العامة وھي إبدال العرب الفاء من الثاء، ونأخذ بالقولین لنبین أنالسیاق العلمي یذھب إلى الثوم بدل الحنطة، ومجیئ الحنطة في ھذه الآیة مع الخضر للتحقیر غریب، والقولبأن الفوم ھو الثوم أقرب للحقیقة العلمیة، لأن ذكر الحب جاء في الآیات التي تخص الأساس في التغذیة،ولیس استثناءا للتحقیر، ولا ندري كیف فسر السلف الصالح الفوم بالحنطة، لكن لا یمكن أن نخرج على اتفاقعلماء التفسیر، ونأخذ بما جاء في كتب التفسیر، رغم أنھ لا یوافق السیاق العلمي للآیة، وھذا السیاق ھو مجیئكل الآیات التي ذكر فیھا الحب باللفظ، أو بما یعطي الحب، وھو الزرع بالنسبة للنبات. وجاء ذكر الحبوالزرع في أكبر عدد من الآیات بالمقارنة مع المواد الغذائیة الأخرى، وأكثر المواد الغذائیة ذكرا في القرآنھي الفواكھ، وأكثر الفواكھ ذكرا ھو العنب. وجاء التین في آیة واحدة فقط.وتبین ھذه الآیات أن الحبوب ھي الأصل في التغذیة البشریة، لكن ھذه الآیة تضع من قیمة الخضر بالمقارنةمع المن والسلوى، ویذكر ھذا اللفظ الغریب لیصف الحبوب، أو نوع من الحبوب وھي الحنطة كما جاء فيكتب التفسیر، رغم أن الحبوب لم تكن تقتصر على الحنطة في ذلك الوقت، وإنما مئات الأنواع من القمحومثلھا من الشعیر والذرة. وإذا قبلنا ھذا التفسیر فإننا سننقص من قیمة الحبوب الغذائیة، لكن نسبیا فقط لأنالتحقیر جاء للمقارنة وھو ما عبر عنھ عز وجل ب – أتستبدلون الذي ھو أدنى بالذي ھو خیر- . ولعل ما یجعلتفسیر الفوم بالحنطة ھو ھذه المقارنة مع أشیاء كانت جد راقیة في التغذیة وھي المن والسلوى، حتى أنتصورھا یصعب علینا. ولا یمكن تفسیرھا في أي حال من الأحوال، لأن ھناك حقیقة علمیة قویة في الآیةالكریمة، وھي قولھ تعالى: طعام واحد، بمعنى أن ھذا الطعام كان یكفي الجسم فیما یخص التركیبوالمكونات، ویقیھ من الأمراض من الناحیة الصحیة.والإنسان كان یتغذى أصلاً على الحبوب، والأعشاب واللحوم التي كانت آنذاك كانت طبیعیة، وجلھا كان منالصید والسمك، وھي الأنواع التي لا تسبب أي خطر للجسم، والنشاط الاقتصادي ھو الذي یبین طبیعة التغذیةللمجتمع، والخبز ھو أول ما بدأ الإنسان یصنع، والحرث كان یقتصر على الحبوب، ولم تكن الخضر بالأھمیةالتي وصلت إلیھا الآن، بل كانت تعد من خشاش الأرض الذي ینبت طبیعیا، وقد جاء في سورة الصافاتقولھ سبحانھ وتعالى: فنبذناه بالعراء وھو سقیم 145 وأنبثنا علیھ شجرة من یقطین 146 . وكلمة شجرة جاءتھنا لبیان طول الیقطین، واشتداده لما كان طبیعیا، وقد یبلغ الیقطین أرعین إلى خمسین مترا من الطول حالیافكم كان یبلغ آنذاك؟ ونفھم من ھذا الطرح خاصیة عجیبة لا ینتبھ لھا كثیر من الباحثین، وھي موسمیة الخضروكل المنتوجات النباتیة الأخرى، وكذلك استھلاك المواد الطبیعیة دون أي تدخل، بل كما تنبت في الطبیعیة.وھذا الأساس یعتبر مھما جدا بالنسبة للتغذیة السلیمة، وھي موسمیة الخضر والفواكھ، ولعل إنتاج الخضر فيالدور الزجاجیة، لا یوافق ولا یحترم القوانین الطبیعیة والنوامیس الكونیة. ولذلك یصعب على من یعطينصائح غذائیة أن یصیب الھدف، إذا لم یكن دارسا للإیكولوجیا وعلم النبات وعلم الحیوان، وما إلى ذلك منالمواد التي تتصل مباشرة مع الأغذیة.ومن الناحیة التاریخیة الموثقة توثیقا لا یقبل الجدال، فالحبوب ھي التي كانت معروفة في التغذیة فيالمجتمعات القدیمة، وقد جاء ذلك في القرآن الكریم، ذلك أن الحبوب عرفت على عھد سیدنا یوسف علیھالسلام، والذي كان مستقرا بما یعرف الیوم بمصر، قولھ سبحانھ وتعالى: فذروه في سنبلھ إلا قلیلا مما تأكلون،والحدیث ولو أن التفاسیر تتجھ كلھا إلى القمح فقد یكون الشعیر والقمح والحنطة وكذلك الذرة، لأن الحبوبالثلاثة یمكن أن تصان إذا بقیت في سنابلھا، من حیث لا تموت النبتة داخل السنابل. وفي ھذه الفترة عرفالخبز كذلك، لأنھ جاء في نفس السورة، وفي نفس الفترة التاریخیة لقولھ تعالى: وقال الآخر إني أراني أحملفوق رأسي خبزا تأكل الطیر منھ نبأنا بتأویلھ إنا نراك من المحسنین.ونجد كذلك آیات أخرى تتحدث عن الحبوب لنرجع للقرآن لأن فیھ خبر من قبلنا، وقد جاء ذكر الحبوب فيسورة البقرة كذلك على عھد سیدنا موسى علیھ السلام، وھو عھد متأخر على عھد سیدنا یوسف، وھو قولھسبحانھ وتعالى: وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان یأكلھن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخرریابسات. ولا یمكن بأي حال من الأحول أن نتجاھل كل المعطیات التاریخیة، التي تبین أن الحضارات السابقةكانت أقوى وأشد مما نحن علیھ الآن، وربما یظن الناس أن ھذا التقدم التكنولوجي ھو أوج ما وصل إلیھالإنسان، ربما یكون ذلك نسبیا فقط، لكن ھناك حضارات سادت وبادت، ولا ندري عنھا إلا القلیل، وھناكبصمات كثیرة وكبیرة، یصعب التصور معھا لھذه الحضارة، التي وصلھا الإنسان ومنھا أھرمات مصر،وإلى حد الآن لا یقدر الإنسان على الشكل الھرمي في البناء، والسد الذي أقامھ ذو القرنین، وقد كان فیھ القطرأي ملحوم بالحدید، ولا ندري كیف كان یلحم ھذا الحدید لكي لا یقدر أحد على نزعھ أو تجاوزه، وإرم ذاتالعماد، التي قال عنھا الله سبحانھ وتعالى أن لیس ھناك مثلھا، لقولھ تعالى إرم ذات العماد التي لم یخلق مثلھافي البلاد، وعرش بلقیس، والتابوت وما إلى ذلك من الأشیاء التي كانت تثمل حقب تاریخیة قدیمة جدا، ولمیتبعھا تاریخ مكتوب إلا الرسوم التي وجدت في الأھرام. والمؤسف أن الدراسات التاریخیة تتناول الكتاباتالیونانیة، ولا تبحث في ھذه الحقب لیستفید منھا البشر، وكل ھذه البصمات التاریخیة تعكس قوة الإنسان وشدةخلقھ، ولا یمكن أن یكون على ھذه الحال إلا لما یكون بصحة جیدة، ویتغذى على مواد طبیعیة من حیث لایصاب الجسم بالتسمم. ونستخلص من ھذه الأحداث لتاریخیة أن الإنسان كان یتحرك ویعمل، لیبقى الجسمبدون زوائد، وكان كذلك یأكل طبیعیا وموسمیا، بمعنى كل منتوج في وقتھ الطبیعي ولیس خارج موسمھ كمانلاحظ الآن مع الدور الزجاجیة.وترجیح الخضر على الحبوب في الأھمیة الغذائیة قد یكون خاطئا، ولم یسبق قط أن تطرق الطب الحدیث إلىالحبوب إلا مؤخرا، بینما لا یزال كثیر من المھتمین بالأمر یرجحون كل الأغذیة على الحبوب. ولأول مرةنرجح الحبوب على كل الأغذیة. نظرا لما تمتاز بھ من أھمیة غذائیة. فالحبوب تحتوي على النشا، وھو سكرمركب یریح الجھاز الھضمي ویمتص السموم المنحذرة من الاستقلابات الداخلیة، والحبوب تحتوي كذلك علىبروتینات جیدة، وقد تعادل ثلثي البروتینات الموجودة فیا لحلیب واللحوم. وتحتوي الحبوب على ألیاف خشبیةمن نوج ممتاز كذلك وبنسبة عالیة وتوجد ھذه الألیاف في النخالة، ولذلك یجب استھلاك الحبوب كلیا.ونلاحظ أن الحبوب طرأ علیھا تغییر جیني من أجل المردودیة والربح أو الكسب الكبیر، والحبوب المستوردةلا تمثل جودة عالیة بالمقارنة مع الأنواع المحلیة. ولذلك تحفظنا عن الإشاعات حول نبتة القمح التي تطرقإلیھا كثیر من المھتمین بالموضوع الغذائي. ونصحح ھذه الإشاعات حول نبتة القمح بأنھا لیست كما جاء فيھذه الإشاعات، نظرا لعدم وجود القمح الطبیعي، ونظرا لصعوبة تحضیرھا بالكمیة الكافیة، ویجب أن تكونفي الفصل الذي ینبت فیھ القمح، وھو الفصل الذي یزرع فیھ القمح في الحقول، ونبتة القمح یجب ألا تھیأ في

الدور الزجاجیة، ولا تھیأ تحت شروط بیئیة مختلفة عن الشروط البیئیة التي ینبت فیھا القمح.

السلام عليكم دابة نكمل تتمة الكتاب
الخضر

لائحة الخضر

جل النصائح الغذائیة التي تعطى حالیا للناس خاطئة، وعلم التغذیة لا یقتصر على مكونات الأغذیة فحسب،وإنما یشمل طرق الإنتاج والتصنیع والتخزین وطبیعة المواد الغذائیة، وقد نستغرب لما نسمع ببعض النصائحالعوجاء أو العوراء حول بعض المواد الغذائیة، بل حتى أصحاب الطبخ أصبحوا یقدمون نصائح للناس.

الطماطم تحتوي على مادة اللایكوبین الواقیة من السرطان

لكننا نتكلم عن الطماطم الطبیعیة أو البلدیة

قبل الحدیث عن علم التغذیة، نود أن نبدأ بنبدة تاریخیة عن الطماطم بأمریكا حث أن الأمریكیین القدامى كانلدیھم اعتقاد أن الطماطم فاكھة مسمومة، لذا كانوا ینصحون بطبخھا قبل أكلھا لیقتلوا ھذا السم المزعوم. أماعن كون الطماطم فاكھة فھو طرح صحیح حسب تصنیف علماء التغذیة، لأنھا ثمار تأتي من الأرض ولیسمن شجرة، ولأنھ تستھلك طازجة وبقشرتھا أو على شكل عصیر، لكن الناس لم یعتادوا على وضع الطماطمضمن طبق الفاكھة.والطماطم فاكھة المناخ المعتدل وتتطلب درایة بزراعتھا وتمتاز دول الأبیض المتوسط بإنتاجھا بسھولة،وكذلك شواطئ المحیط الھادي، وھناك إنتاج ھائل بأمریكا الجنوبیة، ومدینة سكرامینتو الأمریكیة سمیت بھذاوالذي تحول في ما بعد إلى sacred tomato الاسم لأنھ مدینة الطماطم والاسم مشتق من ساكري تومایتوسكراماینتو. وننصح باستھلاك الطماطم مرات عدیدة في الیوم، لأنھا تحتوي على مادة اللیكوبین المسؤولةعلى اللون الأحمر للطماطم، وھذه المادة تقي من مجموعة من الأمراض الخطیرة مثل السرطان وعلىیحول p الأخص سرطان البروستاتا وسرطان النخاع الشوكي. وتحتوي الطماطم أیضا على عامل یدعى 3دون تجلط الدم وضد سرطان الرئة، بل یساعدھا على تحمل بعض الروائح الكریھة والسامة مثل غازاتالأوزون، إضافة إلى مساعدتھا على تصلب الشرایین والحمایة من أمراض القلب وكبح تجمع الكولیستیرول،ومادة اللایكوبین تقاوم شیخوخة الجلد والبصر، بحیث تحافظ على لمعان العین. ھناك أیضا الألیاف الخشبیةالتي سبق وتحدثنا عنھا في خضر أخرى، وفایتمین س وأ والبوتاسیوم والحدید والیود والزنك والمنغنیزوحمضیات أمینیة مھمة مثل الغلیسین.وتوجد ھذه المكونات في الطماطم بجمیع أشكالھا، وھذه خاصیة تتمیز بھا الطماطم إن لم نقل تنفرد بھا، فھيلا تفقد ھذه المكونات تحت أي تأثیر سواء الحرارة أو التجمید أو التعلیب أو التجفیف أو القلي أو الطبخ، وكلالأشكال التي تستھلك علیھا الطماطم تضمون الاستفادة الغذائیة.یوجد 500 نوع من الطماطم على أشكال وألوان مختلفة وبمكونات مختلفة ومدة تخزین مختلفة أیضا فمنھا مایتلف بعد یومین ومنھا ما یتلف بعد أسبوعین، لكن الأنواع المتداولة في السوق ھي ثمانیة أو عشرة، ونوعالطماطم لیس ھو المھم بقدر ما ھو مھم معرفة المحیط الجغرافي الذي زرعت فیھ والتقنیات المستعملة فيالإنتاج، لتفادي كل تلوث كیماوي على الخصوص، والتحري من تقنیات التغییر الوراثي الذي شمل الطماطممن جملة الخضر التي تناولھا ھذا النوع من التقنیات الخطیرة.ونحن نتخوف بشأن المستقبل ولیس بشأن الخضر، فما دمنا لا نستھلك مواد معدلة وراثیا فلا خوف علىالمستھلك، إلا أننا بالمقابل نستورد البدور، و إذا لم یعد في السوق الدولیة سوى البدور المعدلة وراثیا فلامناص لنا من استعمالھا، وھذا ھو محط الجدال العنیف الدائر الیوم على المستوى الدولي بین جمعیات حمایةالمستھلك والمنتجین، وھو جدال لا یروق بعض الدول. وبالنسبة للأضرار الصحیة التي یمكن أن یتسبب فیھاالتغییر الوراثي للمواد الغذائیة، فإن في ظاھر الأشیاء لم یتوصل الطب بعد إلى إنباتھا، لكنھا موجودة ویكفيأن نعرف أن الخضر والفواكھ الطبیعیة تباع بأثمان مضاعفة عن الأخرى. ویبقى أیضا مشكل المبیدات التيتزرع مع الطماطم والتي تطرح تخوفا جدیدا فإذا كانت الطماطم تھددتھا الذبابة البیضاء فإن المبیدات التياستعملت للقضاء علیھا ھي شدیدة جدا. بالنسبة للطماطم كمادة فھي قد تؤدي عند أكلھا إلى الحساسیة خصوصاعند بعض الأطفال بحیث یظھر احمرار على الجلد، یمكن أن تسبب أیضا في الإكزیما لدى بعض السیداتعند تقشیر الطماطم ولمسھا بالید، ولكن ھذه أعراض تبقى خفیفة ولا تظھر أمام الفوائد الصحیة الجمة

للطماطم.

الخرشوف أو الخضرة الدواء لكن الخرشوف البري أو البلدي

الأوراق والجذور والرؤوس المزھرة كلھا صالحة للدواء

یعتبر الخرشوف الطبیعي أو البري دواءا لما یحتوي علیھ من الفلافونویدات التي تحفظ الكبد من التسمم بمافي ذلك التھاب الكبد البفایروسي

الأصل في تسمیة الخرشوف ھو اسم الأرضي الشوكي، وھو اسم عربيمحض، نقلھ العرب إلى الأندلس لما فتحوا إسبانیا، فتحول الإسم منartichoke بالفرنسیة، ثم إلى artichaut الأرضي الشوكي إلى

بالإنجلیزیة. والخرشوف یكاد یكون خضرة ذات جنسیة متوسطیة، لأنمنطقة المغرب العربي ھي المعروفة بإنتاجھا على المستوى العالمي، حیثعرفھ الفرنسیون في عھد الاستعمار فنقلوه إلى فرنسا، واشتھرت بھ منطقة

التي ازدھر فیھا الخرشوف حتى أن ألمانیا عمدت قبل الحرب العالمیة الثانیة إلى (Perpignan)

بربینیان

استیراده من فرنسا. ولم یكن الخرشوف یزرع في المغرب آنذاك، بل كان ینبث طبیعیا إلى درجة أن أكلھ كانیقتصر على المزارعین، ولم یكن یشترى في البادیة، بل كان یجمعھ الناس لیبیعوه في المدن. وبدأت زراعتھمع الاستعمار الفرنسي، حیث تغیر مع التقنیات الزراعیة. وبقي الخرشوف الطبیعي أو البري إلى أواخرالستینیات في المناطق الكبرى كمنطقة الشاویة وزعیر وقصبة تادلة ودكالة وحوض ملویة والغرب، ولم یبقمنھ إلا القلیل الآن في مناطق محدودة جدا، وقد ساعد على ھذا الانقراض الحرث بالجرارات واستصلاحالأراضي الزراعیة، وكذلك الحفارون الذین یجمعون الأعشاب لبیعھا كمنتجات علاجیة في المدن.والخرشوف كان مثل جمیع النباتات الغابویة أو الطبیعیة، التي تنبت تلقائیا بدون زراعة، وكان ھناك العدیدمن المنتجات الطبیعیة الخضراء، التي كان یجمعھا الناس بالمجان من الحقول، كما یجمعون الكلأ للماشیة.ومن بین الخشاش الذي كان یجمع ویستھلك، نجد البقولة (الخبیزة) والتبش والزرنیج والسلك والكرنینةوالعسلوج والسكوم والبرمرم والبوحمو، وكانت تطھى ھذه الأشِیاء إما مع الطعام الذي نسمیھ الآن الكسكس،أو تطھى بالبخار ویصب علیھا زیت الزیتون، لتكون من أعلى المواد الغذائیة من حیث الفایتمینات والأملاحالمعدنیة كالحدید وكذلك مكون حمض الفولك.لا یختلف اثنان على أن المنتجات الطبیعیة أو البریة تختلف عن المنتجات العصریة، أو ما یصطلح علیھبالرومي، والراسخ عند المستھلك المغربي، أن البري أو الطبیعي أو ما یصطلح علیھ بالبلدي، یكون دائماأعلى جودة من العصري أو الصناعي، ولو أن كثیرا من الأوساط أخذت تستعمل بعض الأسالیب لطمس ھذهالفكرة وتضبیبھا في عقول الناس. ولا نحتاج لأحد أن یعطینا دروسا في الجودة، أو أن یتفضل علینا بعلمھ، بلربما ندعوه لیتعلم ویدرس معنى الجودة عند سكان البادیة والأریاف المغربیة. فالبصل الأحمر لیس ھوالبصل الأصفر الموجود حالیا في الأسواق، والبطاطا الحلوة لیست ھي البطاطس التي نستھلكھا فقط لأنھاسیدة الوجبات السریعة، والخرشوف البري أیضا لیس ھو الخرشوف العادي، فالخرشوف البري كان یبقى فيالتربة ویخرج البدور لوحده، وھذه البدور كانت تنتشر وتعطي نبتة أخرى بطریقة عفویة طبیعیة، وكان یأكلھالمزارعون فقط لأنھم یجدونھ في الحقول، ولم یكن یزرع كما كان المزارعون یستحیون أن یبیعواالخرشوف، لأنھ لم یكن یزرع وإنما كان ینبت طبیعیا، ولم یكن یعتبر خضرة عادیة، كما لم یكن یخطر علىبال الفلاح أن یحفر على الخرشوف لیبیعھ، ومن سیشتریھ منھ حتى ولو فعل؟ إذن فالخرشوف كان خضرةالفلاحین فقط، ممن یجمعونھ من الحقول أتناء الحرث في فصل الشتاء، ولھذا كان الخرشوف خضرة الشتاءبامتیاز.

كما تعودنا دائما على تلقین القارئ بأن لكل خضرة میزتھا الخاصة، فإذا كان البصل یمتاز بالسولفودات التيتسیل الدموع، والطماطم بمادة اللیكوبین فإن الخرشوف یمتاز بوجود مادة السینارین، ھذه المادة المرةالمذاق، وھذا ما نلاحظھ ونحن نمضغ قطعة خرشوف طازجة، فھذه المادة تكون أكثر تركیزا ومرارة فيالخرشوف بانتظام طیلة موسمھ الشتوي، كما تفقد مذاقھا المر عند سلق أو طھي الخرشوف، حیث یتغیرشكل جزیئتھا بینما تحافظ على نفس مكوناتھا. وبوجود ھذه المادة فإن الخرشوف یحد من تكونالكولیستیرول الخبیث في الدم، ویحفظ الكبد من الالتھابات، ویساعد على إفراغ الصفراء، ویخفض تركیزالسكر في الدم، ولھذا فھو منصوح بھ للمصابین بداء السكري، كما یحتوي على مادة البولیفینول المسؤولةعن اللون الأسود للخرشوف لما یقطع ویصیبھ الھواء، وعلى مادة الكوفتیلوز وھي مادة سكریة اكتشفت فیھسنة 1935 یكاد الخرشوف ینفرد بھا، وھي بدورھا تذوب في الماء الذي ینقع فیھ الخرشوف. ھذا بالإضافةإلى الفعالیة العالیة للخرشوف ضد داء الروماتیزم، ودوره في ترطیب الجھاز الھضمي واحتوائھ على أنزیمالأوكسیدیز، الذي یحارب شیخوخة خلایا الجسم.ویستھلك الخرشوف على شكل أوراق في طوره الإنباتي كما قد یستھلك بعد إخراج الرؤوس المزھرة. وھذهالرؤوس تظھر عندما یترك الخرشوف في الحقل بعدما یخرج القضبان، ویكون ھذا بعد نھایة شھر ینایر،حیث تبدأ أوراق الخرشوف في إخراج ھذه القضبان التي ستحمل الأزھار أو الرؤوس، ولا یمكن أن یستھلكلأنھ حتى السیدات لا یرغبن في طھیھ كذلك، فیبقى في الحقل حتى یكتمل نضج الرؤوس وذلك في شھرأبریل، ولحسن الحظ أن نضج ھذه الرؤوس یتزامن مع نضج الجلبان، حیث یصبح الطبیخ بھذه الرؤوس معالجلبان جد متداول في ھذه الفترة.

وعلاوة على استھلاك ھذه الرؤوس كخضرة فإن ھناك مزایا أخرى یمكن أن تثیر انتباه المستھلك وھيخاصیة یمتاز بھا الخرشوف في تقنیات صناعة الألبان، لأن الشعیرات الموجودة في لب ھذه الرؤوس لھامفعول فوري في عملیة تجبین الحلیب بوضع القلیل منھا في لتر أو لترین من الحلیب لیتجبن بسرعة،وخاصیة تجبین الحلیب ھي خاصیة موكولة للأنزیمات المصنفة من نوع محللات البروتینات وأشھرھاالمنفحة، وتعتبر الأنزیمات النباتیة من أحسن المكونات الطبیعیة التي یمكن أن تستعمل في صناعة الألبان.

البصل الأحمر یساعد على الحد من كثیر من الأمراض المزمنة، ویستھللك على شكل عصیر طازج .

استعمل البصل مند

1552 سنة قبل المیلاد في تحنیط الفراعنة ومنح الطاقة لبناء الأھرامات. والبصل منأقدم الخضر التي عرفھا الإنسان، وھي الخضرة التي تنبت في كل بقاع العالم وتتحمل الطقس البارد والحارعلى حد سواء. أما أصولھ التاریخیة فتعود إلى عصور سحیقة، فقد اكتشف نبات البصل مدونا ب "بردیةإیبرز" الفرعونیة عام 1522 قبل المیلاد، والتي تعد أقدم الدساتیر للأدویة، وقد سمیت باسم جورج إیبرزعالم الآثار الألماني الذي اشتراھا من أعرابي وجدھا بین ركبتي مومیاء مدفونة في إحدى مقابر طیبة، كماعثر الأطباء على بصلتین في جثة رمسیس الثالث، الأولى كانت موضوعة في تجویف العین والأخرى تحتالإبط الأیسر، وكان البصل من الحصص الیومیة التي تصرف لعمال بناء الأھرامات لمنحھم القوة والصحةلاستكمال البناء. كل ھذه المعطیات التاریخیة تدل على أن للبصل فوائد جمة اكتشفھا الإنسان مند القدم.تشترك الخضر في كثیر من العناصر، ویمتاز بالمقابل كل نوع منھا بمیزة غذائیة وطبیة معینة. والبصلالأحمر أحد ھذه الخضر التي یعرف الجمیع أنھا تسیل الدموع من أعین ربات البیوت. والبصل لا یستعملكخضرة أساسیة في الطبخ العربي وإنما یستعمل كخضرة ثانویة لتنویع الطبق، لكنھ یستھلك طازجا علىشكل سلطات وأھمیتھ طازجا أكثر من أھمیتھ مطبوخا. ویستحسن أن یستعمل البصل الأحمر كخضرةأساسیة بمعنى یجب استھلاكھ بكثرة.أما فوائد البصل فلا تحصى ولا تعد، فالبصل أصلا یستعمل للدواء أكثر من الغذاء، وقد اكتشف البصل قدیمافي الطب الطبیعي وكان یوصف لخفض الحمى وعلاج الأنفلونزا والسعال الدیكي والتھاب الرئة والتعفناتوالإسھال وسل الكبد والتھاب المرارة، وما أضافھ الطب الحدیث الذي برھن على ھذه النتائج ھو المكوناتالكیماویة مثل السولفیدات، وھي عبارة عن زیوت طیارة تحوي على مركبات الكبریت المسؤولة عن تھییجإفراز الدموع، ویحتوي البصل على مادتي الفولاسین والكلیكونین اللتان لھما مفعول الأنسولین بالنسبةللمصابین بداء السكري. ھذه ھي العناصر التي ینفرد بھا البصل عن باقي الخضر، بالإضافة إلى مادتيالدیاستیز والأوكسیدیز وھما مادتان ملینتان للجھاز الھضمي والمقوتان للأعصاب. والأھم أن البصل یحتويأیضا على ھرمونات لھا مفعول تماما كالھرمونات الجنسیة الموصوفة طبیا، وفعالیة البصل مضمونة لعلاجسرطان البروستات كما یمنع تكون الكولیستیرول في الدم، ویساعد على التخلص من الاضطرابات البولیةخصوصا عند الأطفال.أما أنواع البصل فعدد بتعدد المناطق وكذلك بعض العوامل البیئیة، ولو أن ھذه الأنواع تختلف في اللونوالحجم والمذاق والشكل فإن المكونات تقترب من حیث الطبیعة والتركیز. والنوع المفضل ھو البصلالأحمر خصوصا المسطح منھ، وھناك أیضا البصل الأصفر والأبیض، وقد مال المنتجون إلى الصل الأفرنظرا للمردودیة العالیة الناتجة عن الكل لضخم الذي یأخذه ھذا النوع من البصل ولم نكن نعرف في القدیمالبصل الأصفر، وتناول ابصل طازجا أحسن من تناولھ مطھیا، وتكون الاستفادة أكبر لما یستھلك البصلعلى شكل عصیر بطحن البصل مع الماء ثم تصفیتھ وشربھ، أو الاكتفاء بنقع البصل في كوب ماء وتركھساعتین ثم شربھ فمفعولھ مضمون على الحمى. عصیر البصل الممزوج بالعسل یعالج أیضا نوبات الربوبطرد البلغم من الشعب الھوائیة، الذي یتسبب في ضیق ھذه الشعب وھو ما ینتج عنھ صعوبة التنفسوحدوث أزمات الربو.وإنتاج البصل سھل للغایة ومردودیتھ مضمونة، ولا یعاني إنتاج البصل في جل الدول المنتجة من أيمرض، وحتى بعض الفطریات التي تفسد البصل لا تصیب المستھلك ومردودیتھ عالیة، والغریب لا یحتاجحتى إلى التربة لإخراج الأوراق إذ یمكن أن یخرجھا وھو معلق في البیت إلا أنھا بالمقابل خضرة عنیدةلأنھا لا تنتج في غیر موسمھا بین مارس و ماي، ولو في الدور الزجاجیة أو في مكان آخر، فالبصل یخرجفقط في موسمھ، أما خارج ھذا الموسم فنحن نأكل بصلا مخزنا، وھو یخزن في مناخ جاف بعید عن المدنالساحلیة إذ یوضع في عرائش ویغطى بالتبن ویخطى بالطین لیحفظ من الرطوبة. ولحسن الحظ أن البصلیحتفظ بنفس المكونات ولو كان مخزنا.وقد بینت الأبحاث المخبریة أن البصل كابح للجراثیم وقد توصل الباحث الروسي (توكین)، الذي درس

150

صنفا من النباتات، إلى أن البصل أقوى من كل ھذه الأصناف على إبادة الجراثیم. كما اكتشف الطبالحدیث في أمریكا في الآونة الأخیرة مادة الكیرستین الموجودة في ثماني خضر من جملتھا البصل، ھذهالمادة استخرج منھا دواء یستعمل في طب الھومیوباتي، ومجموعة الأدویة المستخرجة من ھذه المادة توجدفقط في الصیدلیات الأمریكیة وبعض الدول الأخرى. أشیر أیضا إلى أن مادة الكیرستین توجد كذلك فيأورق كثیر من الأشجار وأكثرھا شجر البلوط .ولیس للبصل أیة أضرار إطلاقا ولا أي آثار جانبیة وأنصح النساء في البدایة بعدم الانسیاق وراء النكھةوجمالیة الأطباق المطبوخة، فبعض النساء یقبلن على طھي البصل الأبیض رغم أنھ غال الثمن وبعضھن لاتحب البصل الأحمر لأنھ یأخذ لونا أزرق أتناء الطبخ رغم أنني أعید أنھ ھو الأھم في التغذیة السلیمة.ولتفادي الدموع یمكن تقشیر البصل تحت الماء. والبصل لا حفظ في الثلاجة، لأن المواد الطیارة الموجودةفیھ تمتصھا المواد الغذائیة الأخرى المتواجدة في الثلاجة وعلى رأسھا اللحم والحلیب، أما خارجھا فلا خوفعلى البصل ویمكن أن یبقى مقشرا لأنھ لا یحتوي على البولیفینولات مثل البطاطس والخرشوف التي تجعل

لون ھذه الخضر یمیل إلى السواد بعد التقشیر، وعلى العموم یستھلك أیضا مجففا.

البطاطا الحلوة تختلف عن البطاطس من حیث التركیب والفائدةلكن نصائح الجاھلین بعلم التغذیة حرمت منھا المصابین بداء السكري

Sweet Potato

بما أن الأمراض الغذائیة أخذت تتكاثر وتزداد معھا معاناة بعض المصابین بأمراض مزمنة یمكن الحدمنھا عن طریق النظام الغذائي، وعن طریق ترشید استھلاك المواد استھلاكا صائبا نافعا، فسننصح بخضرةیغفل عنھا الناس كثیرا وتكاد لا تدخل المنازل إلا نادرا. وھذه الخضرة ھي خضرة البطاطا أو ما یصطلحعلیھ بالبطاطا الحلوة، وھناك فرق شاسع بین البطاطس والبطاطا، فھما لیسا من نفس الفصیلة ولا تحتویانعلى نفس المكونات.ولا تحتوي على

E تعتبر البطاطا أو البطاطا الحلوة كما یعرفھا المستھلك من أغنى الخضر بالفیتامیندھنیات وھي بذالك تساعد على الحد من أمراض القلب وتعتبر البطاطا الحلوة كذلك أغنى مصدر بالمركباتوھي تساعد على ضبط الضغط الدموي بشكل ملفت للنظر والحد من (antioxydant) المضادة للتأكسدالأنیمیا وتزید في قوة الجسم المناعیة ضد الالتھابات وككل الخضر یجب استھلاكھا جد طریة أو تحفظ فيالبرودة وفي الظلام لأن ھناك مكونات تتحلل تحت الضوء.تحتوي كمیة 100 غرام من البطاطا ولیس البطاطس على 5.14 مغ من الكاروتین و 3300 مغ منالألیاف الخشبیة، وھو مستوى جد مرتفع و 1مغ من الحدید و 480 مغ من البوتاسیوم و 23 ملغ منأما السكریات فتحتوي البطاطا على نوع من الجودة العالیة، ویعتبر من المواد الحمیویة وھو سكر C فیتامینالإنولین بمقدار 21000 مع، وھذا النوع من السكریات لا یضر المصابین بداء السكري.ولھذه الأسباب فالبطاطا الحلوة غداء كل المصابین بالسكري، والمصابین بارتفاع الضغط الدموي،والمصابین بالأنیمیا، والمشتكین من القلب والشرایین، والمشتكین من ارتفاع الكولیستیرول، فالبطاطا الحلوةتحتوي على الألیاف المتخمرة أو الذائیة، وھي التي تحد من الكولیستیرول، ونلاحظ ارتفاع البوتسیوم، وشبھانعدام الصودیوم وھو ما یریح أصحاب ارتفاع الضغط.أما الجدید الذي لا یعلمھ الناس إلا قلیل من الباحثین ھو ارتفاع الحدید بأوراق شجرة البطاطا. وأوراقالبطاطا تصنف أول مصدر للحدید، ولیس العدس والإسبانخ، فمن یوصي بالعدس والإسبانخ لا یواكب البحثالعلمي، ویجھل تماما ما یجري في الأوساط العلمیة الغذائیة.وبما أن الأمراض أصبحت غذائیة بالدرجة الأولى، فإن الأمر أصبح یھم المنتج أكثر من الطبیب، أو بتعبیرآخر فالمیداني الزراعي والبیطري أًصبح الآن یتصدر كل استراتیجیات التخطیط على المستوى العالمي أماالنظرة التقلیدیة في التخطیط فقد أصبحت متجاوزة وعلى المجتمع المدني أن ینظر ما ھو صالح للوطن، وأنیكون التخطیط من لدن خبراء وطنیین یعرفون الوسط أكتر ما یعرفھ دووا مكاتب الدراسات، ولا نظن أنفاقد الشيء یعطیھ وللإشارة فقط فإن زراعة البطاطا الحلوة من أھم ممیزات الإنتاج في بلاد المغربالعربي، أو جل الدول العربیة التي فیھا إنتاج زراعي، وحتى تعم الفائدة فبالنسبة لمن یرید تحقیق مشروعزراعي ویساھم في خدمة الوطن، وحتى نفلت من التنمیة بنظرة الغیر علینا أن ننھج سبل الإنتاج القویةبالنسبة لبلداننا، وشجرة البطاطا من الزراعات التي لا تتطلب مبیدات أو ھرمونات، ولا تتطلب ماء بكثرة،ولا تتطلب بدور منقحة مستوردة، وفیھا منافع كثیرة للمصابین بالأمراض المزمنة.أخیرا فإن زراعة البطاطا سھلة وتعطي مردودیة جیدة، وھي من المنتوجات الوطنیة السھلة والتي یجب أنتدخل في استراتیجیة الإنتاج. ونحن نشجع إنتاج المواد الزراعیة الغنیة الجیدة والغیر مكلفة وعلى المستھلكأن یزكي ھذا التشجیع لأن لھ مبررات عدیدة لا تقبل التفنید.


الله يعطيك الصحة
المعلومات مفيدة والدكتور الفايد غني عن التعريف
تحياتي

ما شاء الله موضوع مفيييد و رآائع مشكورة اختي

choukran au5ti bark allah fik

الشروق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.